نفحات من الذكر والبيان في شهر رمضان ،الحلقة الثالثة
حلقات متسلسلة تنشر من أول أيام شهر رمضان لسنة ١٤٣٥ هـ في الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي ودروس مباشرة بالصوت .
==========
إعداد وتقديم /العبد الراجي عفو ربه الفقير إلى الله : صالح علي لجوري أبو الخطاب
==========
في شهر رمضان المبارك والعمل فيه
الحمد لله رب العالمين ، القائل في محكم التنزيل :﴿ياأَيُّهَا الَّذيِنَ آمَنُوا كُتِب َ عَلَيْكُمُ الصّيِاَم ُ كَماَ كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلََكُمْ تَتَّقُونَ﴾ ( البقرة : ١٨٣) والصلاة والسلام على المبعوث رحمه للعالمين ،القائل : « من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر الله له ماتقدم من ذنبه » وعلى آله وصحبه ومن تبعهم إلى يوم الدين . أحبتي في الله اقبل شهر الخير والبركات﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ﴾ (البقرة:١٨٥). شهر ألرحمه والمغفرة والعتق من النار ، فالواجب على المسلم والمسلمة ان يحرصا على فعل الخيرات في هذا الشهر المبارك بالتقرب إلى الله بالعبادات والأعمال والأفعال الصالحة بالصيام والقيام وتلاوة القرآن ،والبذل والعطاء وتفقد الأيتام والمحتاجين بالصدقة الصادقة النافعة غير المرائيه بدون النهر والزجر أو أشعار اليتيم والمحتاجين بأن لديهم عيوب أو نقص في التكوين الاجتماعي والمعيشي يدفعهم للحاجة والفاقة إلى عطايا المتصدقين ويكشف أسرار حياتهم بما لايرغبوا فيه ، لاترائوا بصداقاتكم تنالوا الأجر والثواب وقدموا بالتي هي أحسن بقدر ما تستطيعون من مال وكسوة وطعام واحرصوا على صلة الأرحام والمصالحة مع النفس ومع الناس ،وترك المحرمات ومفسدات الصوم فالإنسان الصائم عن الطعام والشراب والنكاح لاينفعه الصيام إذا لم تصوم جوارحه ولسانه ونظره وحواسه عن الأذى والنميمة واللغو والسباب والنظر إلى ما حرم الله واجتناب اكتساب المال بطرق غير مشروعة فعلى الإنسان أن يخلص في صومه لله وحده لاشريك له وترك نواهيه والامتثال لأوامره من خلال تهذيب النفس وترويضها على فعل الطاعات والاعمال الصالحة والصوم عن الطعام والشراب والشهوات وترك النظر إلى المحرمات وعف اللسان عن اللغو والسباب والنميمة والكلام الذي قد يضحك الناس ويغضب الرب جل عُلاه واجتناب مجالس اللهو وضياع الوقت بأشياء تغضب الله ، في مجالس الهرج التي لا تليق بمسلم فبعض الكلام قد يتكلم المرؤ ليضحك من حوله وقد يكون هذا الكلام اللمز أو التشفي أو أظهار عيب في إنسان أخر كان موجوداً في مجلس المتكلم أو غير موجودا وبما أن مثل هذا الكلام والغيبة والنميمة حرام وظلم تتضاعف فيه المعاصي والآثام والعقاب من الله على صاحبه وقد يتجاهله الناس عمدا وغير عمدا ، ففيه خطر عظيم على النفس والعقل والاخلاق فهو يدفع بالنفس والعقل إلى السلوك غير السوي والتعود على ارتكاب المعاصي في الحس الظاهر والباطن حتى يصبح عمل فعلي في سلوك الانسان وافعاله وهذا منهي عنه ولا يليق بالمسلم فهو يفسد الصوم في رمضان ويفسد عمل الانسان وحياته وأخلاقه في سائر الأيام فعليِّاً ويسبب اختلال العقل والتفكير وإحلال أخلاق ومفاسد ونزغات الشيطان بدلًا عن أخلاق المسلم وهذا يغضب الله ويؤدي بصاحبه إلى التهلكه إعاذنا الله وإياكم منها . فحرياً بالإنسان المسلم في هذا الشهر شهر تهذيب النفس والجوارح الذي تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق أبواب النار ان يغتنم الفرصة بتدريب النفس والعقل والجوارح على ارتياد مجالس أهل العلم والمعرفة في دور العبادة وغيرها ويحرص الإنسان على فعل الطاعات أين ما وجد ، فالصوم عبادة عظيمة فرضها الله على عبادة ولمكانتها وشرفها وأهميتها جعلها الله ركن من أركان الإسلام ، واختصها لنفسه من بين سائر العبادات. « ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« قال الله تعالى : كُل عمل ابن آدم له إلَّا الصوم. فإِنه لي وأنا أجزي به والصيام جُنَّةٌ فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولايصْخَبْ فإن سابَّهُ أَحدٌ أو قاتله فليقل إني صائم ، والذي نفس محمد بيده لخَلُوفُ الصَّائم أطيب عند الله من ريح المسك ، للصائم فرْحتان يفرحهما ؛ إذا أفطر فرح بفطره ، وإذا لقي ربَّه فرح » (١) ، وفي رواية لمسلم :
«كل عمل ابن آدم له يُضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، قال الله تعالى إلَّا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به يدع شهوته وطعامه من أجلي » ، (٢)، وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :« إذا جاء رمضان فُتِّحت أبواب الجنَّة ، وغُلِّقَتْ أبواب النار ، وصُفِّدتِ الشياطين»
(٣).
وفي تفسير للحديث الشريف أورده الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله ( : وأنما تفتح أبواب الجنة في هذا الشهر لكثرة الأعمال الصالحة ترغيبا للعاملين ، وتغلق أبواب النار لقلَّة المعاصي من أهل الإيمان ، وتصفَّدالشياطين فتغلُّ فلا يخلصون إلى ما يخلصون إليه في غيره )(٤). و الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على النبي وآله وصحبه وسلم .
مراجع ومصادر :
القرآن الكريم.
قلم الكاتب .
(١)-الصحيحين .
(٢)–مسلم،(٣). الصحيحين . (٤)-انظر فتاوى الشيخ بن عثيمين في أحكام الصيام ،وكذا مجالس رمضان .
الخلوف :- بضم الخاء أو فتحهها : تغيُّر رائحة الفم عند خلو المعدة من الطعام وهي رائحة مستكرهة عند الناس لكنها عند الله أطيب من ريح المسك لأنها ناشئة عن عبادة الله وطاعته ، المصدر السابق .
تعليقات
إرسال تعليق