الرؤية الشرعية للهلال في استقبال شهر رمضان وتوديعة :


الرؤية  الشرعية للهلال في استقبال شهر رمضان وتوديعة :    

نفحات من الذكر والبيان في شهر رمضان الحلقة الأولى  


إعداد وتقديم / صالح لجوري ابو الخطاب 



حلقات متسلسلة تنشر من أول أيام شهر رمضان لسنة ١٤٣٥ هـ في الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي ودروس مباشرة بالصوت .
=======   


الحمد لله رب العالمين الذي شرع لعباده أمور دينهم وحياتهم كل شيء بحكمة وإتقان وصلى الله وسلم على نبيه محمد النذير البشير الرحمة المهداه بنور الحق المبين وعلى آله وصحبه 
اجمعين  . أما بعد : ونحن في  شهر رمضان المبارك   وعند استقبال الشهر وتوديعة أي إنتهائه لابد من تحري المواقيت والمطالع التي شرعها الله لعباده في ثبوت الأشهر والأيام والسنين  ولأن شهر  رمضان يثبت دخوله من خلال ترائي الهلال كما شرع الله تعالى في كتابه الحكيم وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، فأن الطريقة الشرعية لثبوت دخول الشهر ،هي أن يتراءى الناس الهلال وينبغي أن يكون ذلك ممن يوثق به في دينه وفي قوة نظره . فإذا رأوه وجب العمل بمقتضى هذه الرؤية صوما إن كان الهلال هلال رمضان وإفطاراً إن كان الهلال هلال شوال ، ولايجوز اعتماد حساب المراصد الفلكية إذا لم يكن رؤية . فإن كان هناك رؤية ولو عن طريق المراصد الفلكية فإنها معتبرة لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم :                 « إذا رأيتموه فصوموا ، وإذا رأيتموه فأفطروا ». أما مجرد الحساب فإنه لايجوز العمل به ولا الاعتماد عليه . وأما استعمال مايسمى (بالدربيل ) وهو المنظار المقرب في رؤية الهلال فلا بأس به. ولكن ليس بواجب ، لأن الظاهر من السنة أن الاعتماد على الرؤية المعتادة لا على غيرها ، ولكن لو استعمل فرآه من يوثق به فإنه يعمل بهذه الرؤية وقد كان قديماً يستعملون ذلك لما كانوا  يصعدون "المنائر " (١)، في ليلة الثلاثون من شعبان أو ليلة الثلاثون من رمضان فيتراءونه بواسطة  هذه المنظار. على كل حال متى ثبتت رؤيته بأي وسيلة فإنه يجب العمل بمقتضى هذه الرؤية لعموم قول المصطفى صلى الله عليه وسلم : « إذا رأيتموه فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا   ». ومن المعلوم أنه لايراد به رؤية كل إنسان بنفسه لأن هذا متعذر ، وإنما المراد بذلك إذا رآه من يثبت برؤيته دخول الشهر .وهذا عام في كل مكان . ومن كان في مكان لا يوافق مكان الرائي في مطالع الهلال لم يرآه لا حقيقة ولا حكماً ..ومن أهل العلم  من ذهب إلى القول : أنه إذا أختلف المطالع فلكل مكان -أي بلد-رؤيته وإذا لم يختلف المطالع ،فإنه يجب على من لم يروه إذا ثبت بمكان يوافقهم في المطالع أن يعملوا بمقتضى هذه الرؤية. بدليل قول الله تعالى ﴿:فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ﴾  (البقرة:١٨٥) .وقالوا:والتوقيت الشهري كالتوقيت اليومي فكما أن البلاد تختلف في الإمساك والإفطار  اليومي فكذلك يجب أن تختلف في الإمساك والإفطار الشهري ،ومن المعلوم أن الاختلاف اليومي له أثره باتفاق المسلمين ، فمن كانوا في الشرق فإنهم يمسكون قبل من كانوا في الغرب ،ويفطرون قبلهم أيضاً .فإذا حكمنا باختلاف المطالع في التوقيت اليومي فإن مثله تماماً في التوقيت الشهري . وأما المسلمون المتواجدون في بلاد غير المسلمين أي في بلاد الكفار التي ليس بها رؤية شرعية : فإن هؤلاء المسلمون يمكنهم بإن يتراءوا الهلال  إذا أمكنهم ذلك فإن لم يمكنهم هذا فإنه متى ثبتت رؤية الهلال في  بلد إسلامي ، أي أقرب بلدإسلامي إلى الموطن الذي هما فيه فإنهم يعملوا بمقتضى هذه الرؤية سواء رأوه أو لم يروه .وهذا أعلى مايمكن العمل به  (٢).وفي ثبوت دخول شهر رمضان عامة :أنه يثبت دخول رمضان بأحد أمرين : أوَّلهما كمال الشهر السَّابق عنه وهو شعبان وثانيهما رؤية هلاله ،فإذا رؤى هلال رمضان ليلة الثلاثين من شعبان فقد دخل شهر رمضان ووجب صومه لقول الله تعالى :﴿ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ   ﴾(البقرة:١٨٥).وقول الرسول صلى الله عليه وسلم « إذا رأيتم الهلال فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا فإن غُمَّ عليكم فأكملوا العدَّة ثلاثين يو ماً »(٣). ويكفي في ثبوت رؤيته شهادة عدل أو عدلين إِذْ أجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادة رجل واحد على رؤية هلال رمضان (٤).أما رؤية شوال للإفطار فلا تثبت إلا بشهادة عدلين  إِذْ لم يُجِزِ الرسول صلى الله عليه وسلم  شهادة العدل الواحد في الإفطار (٥).واكملوا   العدَّةوأشكروا الله على ماهداكم لقوله تعالى:  ﴿ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ (البقرة: ١٨٥). (تنبيه : من رأى هلال رمضان وجب عليه أن يصوم وإن لم تقبل شهادته ومن رأى هلال الفطر ولم تقبل شهادته لا يفطر ،لقول النبي صلى الله عليه وسلم :   « الصوم يوم تصومون ، والفطر يوم تفطرون ، والأضحى يوم تضحون » (٦) . 
وصلى الله على النبي محمد وآله وصحبه أجمعين وسلم تسليما . 
هامش: (١) المنائر :مواقد اللهب التي كانت توقد  قديماً في أعلى القمم وسطوح المنازل ليلة دخول شهر رمضان وكذا ليلة عيد الفطر.مصادر ومراجع : القرآن الكريم . (٢) - فتاوى منتقاه  في الصيام واخرى عامة لفضيلة الشيخ محمد العثيمين رحمه الله  . (مع التبسيط في الشرح من قبل الكاتب لجوري ) . 
كتاب : ٤٨ سؤال في الصيام تقديم  الجهني .منهاج المسلم .(٣) رواه مسلم في الصيام (٧). (٤) رواه ابو داود وغيره ،وهو صحيح .(٥) رواه الترمذي وحسنه. ولابن ماجه «الفطر يوم تفطرون ، والأضحى يوم تضحون ». (٦) رواه الترمذي (٦٩٧) .ورواه الدار قطني (١٦٤/٢).

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المعذرة.. لم أعلم أنهم أصحاب سوابق!!

أسر فقدت عائلها .. وقصف طال المنازل والمدارس والأسواق العامة في يافع

تواصل التحضيرات لتكريم الشاعر القمع في مدينة بني بكر بيافع