فضل قراءة القرآن في شهر رمضان : الحلقة الثامنة : نفحات من الذكر والبيان في شهر رمضان


فضل قراءة القرآن في شهر رمضان : 


الحلقة الثامنة : نفحات من الذكر والبيان في شهر رمضان 
========= 
حلقات متسلسلة تنشر من أول أيام شهر رمضان لسنة ١٤٣٥ هـ في الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي ودروس مباشرة بالصوت . إعداد وتقديم / صالح لجوري ابوالخطاب
==========

الحمد لله الدَّاعي إلى بابه،الموفِّق من شاء لصوابه أنعم بإنزال  كتابه ، يشتمل على مُحكم ومتشابه ، فأما الَّذِينَ في قلوبهم زَيْغٌ فيتبعون ما تشابه منه ، وأمَّا الراسخون في العلم فيقولون آمنا به ، أحمده على الهدي وتيسير أسبابه وأشهدأن لا إلٰه إلَّا الله وحده لاشريك له شهادةً أرجو بها النجاة من عقابه ، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله أكمل الناس عملاً في  ذهابه وإيابه ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن كان أوْلَى به ،وسلم تسليما (١) .إخواني اخواتي المسلمين المؤمنين الموحدين :  
إن قراءة القرآن هي التجارة الرابحة  مع الله تعالى - التي لا خسارة فيها ؛ قال الله تعالى : ﴿إنَّ الَّذِينَ يَتـلُونَ كِتَـاب َالله وَأَقــَامُواْ الصَّلَوٰةَ  وَأَنفَقُواْمِمَّا رَزَقنَـاهم  سِرَّاَ وَعَلَانِيَةً يَرجُون َتِجَارَةَ لَّن تَبُورَ    * لِيُوَِفّيَهُم   أُجُورَهُم وَيَزِيدَهُم مّنِ فَضلِهِ إنَّهُ ' غَفُورٌٌَُ شَكُورٌُ ﴾(فاطر: ٣٠،٢٩) . تلاوة كتاب الله على نوعين تلاوة حكميَّةٌ  وهي تصديق أخباره وتنفيذ أحكامه  بفعل أوامره واجتناب نواهيه . والنوع الثاني تلاوة لفظَّيةٌ ، وهي قراءته . وقدجاءت النصوص الكثيرة في فضلهاإما في جميع القرآن وإمَّا في سورٍ أوْ آيات ٍ مُعَينةٍ منه ، ففي صحيح البخاري عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « خيركم من تعلَّم القرآن وعلَّمه » ، وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « الماهر بالقرآن مع السَّفرةِ الكرام البررة والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاقٌّ له أجران» .والأجران أحدهما على التلاوة والثاني على مشقَّتها على القارئ وفي الصحيحين أيضاً عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « مثَلُ المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأتْرُُجَّة ريحُها طيب ٌ وطعمهُا طيب ومثل المؤمن الذي لايقرأ القرآن كمثل التمرة لاريح لها وطعمها حلو ٌ» ، وفي صحيح مسلم عن ابي أمامة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال  : «اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه» .وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :   « ما اجتمع قومٌ في بيت من بيوت الله يتْلون كتاب الله ويتدارسونهُ بينهم إلَّا  نزلت عليهم السكينةُوغشيتْهمُ الرحمة وحفَّتهمُ الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده » . وقال صلى الله عليه وسلم :« تعاهدوا القرآن فو الذي نفسي بيده لهوأشدُّ تَفلُّتاً من الإبل في عُقُلها » ، متفق عليه . وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :« إن هذا القرآن مأدُبةُ الله فاقبلوا مأدُبتَهَ ما استطعتم ، إن هذا القرآن حبل الله المتين والنور المبين والشفاء النافع ، عصمه لمن تمسَّك به ونجاةٌ لمن اتَّبعهُ ، لا يزيغ فَيُستَعْتَب، ولا يعوَجُّ فيقوَّم ُ ، ولا ينقضي عجائبه ، ولا يَخْلَقُ من كثرة التَّرْدَادَ ، اتلوه فإن الله يأجركم على تلاوته كل حرفٌ عشر حسنات . أما إني لا أقول ﴿الٓمٓ ﴾ حرف ٌ  ولكن ألف حرفٌ ولام حرفٌ و ميم حرفٌ »  رواه الحاكم .
 ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم :   « اقرؤا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه »[رواه مسلم . وقوله صلى الله عليه وسلم :   « الماهر بالقرآن مع السَفَرَة الكرام البَرَرة ... »[متفق عليه ] . لذلك يُقال لصاحب القرآن يوم القيامة :   « ... اقرأ ورتقِ ورَتِّل كما كنت تُرَتِّل في الدنيا فإن منزلتك  عند آخر آية تقرؤُها » [رواه الترمذي ] .
ويتأكد هذا الفضل العظيم لتلاوة القرآن في شهر رمضان ؛ لأنه شهر القرآن .قال الله تعالى : ﴿شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِيٓ أُنزِلَ فِيهِ  القُرءَانُ ﴾ ( البقرة: ١٨٥). وقد كان رمضان مخصصاً لتدارس القرآن بين جبريل عليه السلام و النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، في كل سنه ، كما في الصحيحين عن ابن عباس - رضي الله عنهما -قال : 
   « كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس ،وكان أجود مايكون في رمضان حين يلقاه جبريل ،عليه السلام وكان يلقاه في كل ليله من رمضان فيدارسه القرآن ،فرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة » [متفق عليه ].وفي العام الذي توفي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عارضه جبريل عليه السلام القرآن مرَّتين . قال الزهري رحمه الله :   « إذا دخل رمضان فإنما هو قراءة القرآن ، وإطعام الطعام ».وكان الإمام مالك رحمه الله إذا دخل رمضان ترك قراءة الحديث وأقبل على قراءة القرآن الكريم من المصحف . 
إخواني أخواتي المؤمنين: 
هذه فضائل قراءة القرآن وهذا أجره لمن احتسب الأجر من الله والرضوان أجورٌ كبيرة لأعمال يسيرةٍ فالمغبون من فرَّ ط فيه والخاسر  من فاته الربح حين لايمكن تلافيه ، وهذه الفضائل شاملةٌ. لجميع القرآن. 
ملاحظة : 
   « إن بعض الناس يظنون أن ختم القرآن مقصود لذاته فيهُذُّ الواحد منهم القرآن هذَّ الشِّعر ، بدون تدبُّر ، ولا خشوع ، ولا ترقيق للقلب ، ولا وقوف عند المعاني ، بل همُّهُ الوصول إلى آخر السورة أو آخر الجزء ، أو آخر المصحف . ولا شك أن القرآن ليس لهذا أُنزل ؛ فإن الله تعالى يقول في هذا الكتاب الكريم نفسه :
 ﴿ كِتَابًٌ أًَنَزَلنَاهُ إِلَيكَ مُبَارَكًٌٌ لّيَدَّبَّروُآ ءَايَاتِهِ ﴾ ﴿  وَرِتِّلِ القُرءَانَ تَرِتيلاً ﴾ .فمن الخطأ أن يحمل أحدناالحماسُ إذا سمع الآثار عن السلف التي تفيد أنهم يختمون القرآن كل يومين مرة ، أو كل يوم مرة ، فيقول : لابد أن أقتدي بهم ، ويمضي يهذّ القرآن هذّاً، غير متمعن ولا متدبِّر ،  ولا مراع ٍ لأحكام التجويد أو مخارج الحروف الصحيحة . إن كون العبد يقرأ بعضاً من القرآن ، جزءاً ، أو حزباً ، أو سورة -بتدبُّر وتفكرٍ -خيرٌ من أن يختم القرآن كاملاً بدون أن يعي شيئاًمنه » .والله اعلم وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين . 

مصادر ومراجع:
القرآن الكريم .
مجالس شهر رمضان للشيخ محمد صالح بن العثيمين .
فضائل قراءة القرآن في شهر رمضان 
- فضائل شهر الصوم 
لأحمد العمران  .. ناقل دروس ومواعظ منتقاة من  الكتاب والسنة  . دروس رمضان ووقفات منتقاة ،للشيخ سلمان          العودة غفر الله لهم ولنا ولجميع المسلمين. (الصحيحين ). 
سبق تخريج الأحاديث بالفقرات المشار إلى الرواه أنفا .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المعذرة.. لم أعلم أنهم أصحاب سوابق!!

أسر فقدت عائلها .. وقصف طال المنازل والمدارس والأسواق العامة في يافع

تواصل التحضيرات لتكريم الشاعر القمع في مدينة بني بكر بيافع