المعذرة.. لم أعلم أنهم أصحاب سوابق!!
المعذرة..
لم أعلم أنهم أصحاب سوابق!!
![]() |
صالح لجوري |
«حكاية شعبية»
صالح لجوري
_________
كان في زمنا مضى وانقضاء في ما مضى يروى في الحكايات و الاساطير اليمنية أنها كانت قرية تكتظ بالسكان والرعاة والفلاحين وخدمات كثير ة مثل بيع الحطب والالبان والماشية وكان في هذه القرية رجل صالح يسعى في أعمال الخير والإحسان ويمتاز بالذكاء والمرح والفكاهه وكان دائما محل إعجاب بين الناس أين ما حل وارتحل واشتهر منذ سنين طويله في بلدات كثر كناقل للعمال من قرى عديدة في اليمن الى إلى الحبشة وأقطار عربية أي وسيط بين العمالةوأصحاب الاعمال وامراء وشيوخ بلدات كثر
وكان السفر في حينها إلى الأقطار العربية مشيا على الأقدام والرواحل مثل الخيول والبغال والحمير كان يستعان به أن يرافق عدد من العمال مقابل 4أو 3قروش فرنسي على كل عامل أو عامله واستمر الحال سنين طويل مع الحاج ابو الصلوح وكان يسعد المسافرين بمرافقته لهم حيث يقضوا أوقات ممتعه معه في رحلاته لما يمتاز به ابو الصلوح من مميزات جميلة في حفظه للاحاديث والسير التي يقصها طوال الرحله أضافة إلى الروح المرحة لديه في بث مشاعر السرور والبهجة من خلال الدعابة والنكته والتعليق على مجريات الأحداث في الرحلة باسلوب فكاهي هادف إلى إنعاش الروح المعنوية والنفسية لدى رفاقه ورفيقاته في رحلة السفر الطويلة التي تمتد إلى شهور في معظم الرحلات .
وذات رحلة من الرحلات طلب منه العديد من كبار السن من النساء والرجال من أبناء بلدته وأقاربة أن يكون هذه المرة مرافقا لهم إلى الحبشة دون سواهم من القرى الٱخرى للبحث عن عمل والعيش هناك فوافق على طلبهم وأخذ في رحلته نخو 20
عامل وعاملة جميعهم من منطقته واقاربه وبدأت رحلتهم من اليمن عبر البحر واستمرت الرحلة فترة طويلة حيث ترحل المركب في بلدات افريقية عديدة الى أن وصلوا الحبشة وكان في احد البلدات امير حكيم وذكي يمتلك المزارع والعقارات وقطعان كبيرة من الماشية بكافة انواعها وشاع عن هذا الامير خرافات خارقة بعضها من نسج خيال اتباعة والبعض الاخر تناقلها الوافدين والبسطاء بطرق مختلفة على هامش الحكايات الغريبة وهي في الأصل لاتمت إلى الواقع بصله .. منها حكاية أن الأمير لديه كرامات روحانية تخبره بماضي العمال وتحركاتهم في المزارع ومراعي الماشية وكانت الحبشة أئنذاك مزدهرة بالزراعة ومزارح الماشية فأخذ الحاج ابو الصلوح العمال إلى ذلك الأمير وعند وصولهم الى باحة القصر مكثوا في زاوية يتقدمهم الحاج ابو الصلوح ثم نادى على الأمير بواسطة حراسته ليخبرة أن عدد من العمال في باحة القصر عندها ظهر الأمير على الوافدين وهو في شكل يوحي بالثراء والجاة والنفوذ والهيبة .. مرحبا ياحاج ابو الصلوح أنت وقومك هل يرغبوا في العمل معنا رد ابو الصلوح نعم وهؤلاء ليس غرباء جميعم من قومي وعشيرتي وموثوق بهم ضعهم أينما شئت تحت خدمتك وكان من الوافدين خمسا من النساء أثنتين منهن مع ازواجهن. والبقية مع أقارب لهن
قال الأمير لقد علمت يا حاج ابو الصلوح منذ وطئت أرضنا في أعوام سابقة إننا لانقبل العمال أو العاملات إلا بعد أن يصعدوا على تلك الصخرة الماثله أمامكم في منتصف باحة القصر ليعترف كل واحد منهم بماضيه بالتفصيل دون كذب أو تزوير ومن كذب سوف تبتلعه تلك الصخرة وكانت مجوفه من علوها.. نحن ابرياء منه إذا كذب وبالمقابل سوف نشغل الجميع أيا كان ماضيهم ولكن بشرط عدم الكذب لأن لدينا جنود يخبرونا بالحقيقة ولكن بعد أن تبتلعهم الصخرة إلى باطن الأرض . تشاوروا في مابينهم وكان الوقت قريب المساء سألو ابو الصلوح ماذا تقول يا ابو الصلوح
رد عليهم ليس لديكم خيار إلا أن يصعد كل واحد منكم على الصخرة ويعترف بماعنده ويشتغل مع الأمير أو تعودوا إلى بلدكم بدون عمل هذا قانون الأمير وسارة العادة أنه من صعد على الصخرة واعترف بما عندة زين أو شين يغتسل في بركة ماء في باحة القصر ويدخل إلى السكن الذي يحدده له خدام القصر فما كان من العمال إلا أن صعدو الى الصخرة والاعتراف بالماضي واحدا تلو الاخر
وكان قد حل المساء والناس تدلي بما عندها من ماضي السنين منهم من أعترف بجرائم وسرقات ، ومنهم من قتل ومنهم من فعل كل الكبائر واخرين اجترحوا كثير من الاثام بحق الناس والجيران والأهل واخر كان ماضية طيب وهناك من اعترف انه قضاء معظم حياته بالدس والفتنة والمشاحنة بين الناس بمافي ذلك النسوه اللواتي اعترفن بأشياء فضيعة ... والمتزوجات أجبرن أزواجهن على صفع رؤسهم بكفيهم وانهمار دموعم على خديهم كبكاء الثكالى ومضى اليل والجمع في صراع وولوله ونحيب وعتاب في مساكنهم على ما افضو به في ساحة القصر ولم يبقى أمام الأمير إلا الحاج ابو الصلوح
قال الامير خذ هذا الكيس يا حاج ابو الصلوح من المال وكتم السر عنا وعن قومك في بلدنا وإذا رجعت إلى بلدك قال الحاج ابو الصلوح لك ذلك يا أمير رغم علمي أن الصخرة لاتبتلع أحد ولكني سوف أصعد هذه المرة انا الى الصخرة
قال الأمير لاداعي أنت محل ثقه عندنا وصاحب خبرة
قال أسمح لي أن اصعد الصخرة فسمح له ..فانتبه القوم لصعود الحاج ابو الصلوح الى الصخرة منتظرين ماذا يقول :
فبدأ يهلل ويكبر قائلا
أيها الأمير إنني أعتذر منك ومن جنابك ومقامك الرفيع
عن هذه الرحلة التي لم اتوقعها ولم اكن أعلم ما اجترحوه هؤلاء القوم من ماضي مليئ بالحوادث والجرائم المعذرة أيها الأمير لم أعلم إننا جئت لك ........ باصاحب السوابق الى قصرك الكريم .
تعليقات
إرسال تعليق