نفحات من الذكر والبيان في شهر رمضان الحلقة الثانية

 نفحات من الذكر والبيان في شهر رمضان 

الحلقة الثانية 

=======

حلقات متسلسلة تنشر من أول أيام شهر رمضان لسنة ١٤٣٥ هـ في الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي ودروس مباشرة بالصوت . 

==========

إعداد وتقديم /العبد الراجي عفو ربه  الفقير إلى الله : صالح علي  لجوري أبو الخطاب 

النِّيَّةُ في الصوم والسحور

============

الحمد لله رب العالمين وصلى الله ووسلم على النبي محمدو على إله وأصحابه ومن تبعهم بإحسانا إلى  يوم الدين . أما بعد :  

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، 

أخي المسلم أختي المسلمة ونحن في شهر الخير والبركة شهررمضان  فيجب على كل مسلم ومسلمة أن يستقبلا الشهر بيقظة القلب ونية خالصة وإرادة قوية، وعزيمة صادقة  والالتزام التام في التنفيذ والعمل بأركان الصوم التي بدون أدائها والعمل بها يفسد الصوم  ويحرم المسلم من الأجر والثواب الذي أنعم الله به على المسلم في هذا الشهر الفضيل (١)  

 ١- أن النِّيَّة هي أول ركن في الصيام  فيجب على المسلم تبييت النية  للصيام في جزء من أجزاء أليل ، حتى ولو كان قبل الفجر بلحظات فيعزم بقلبه على الصيام ولا يتلفظ بلسانه . فالنيه هي عزم القلب على الصوم امتثالا لأمر الله عَزَّ وجلَّ، أو تقرباًإليه لقول النبي صلى الله عليه وسلم :   « إنما الأعمال بالنِّيَّات ». فإذا كان الصوم فرضاً فالنيه تجب بليل ٍقبل طلوع الفجري لقول النبي صلى الله عليه وسلم  « من لم يُبيِّتْ الصيام قبل الفجر فلا صيام له » (٢) ، وأن كان نفلاً صحَّت ولو بعد طلوع الفجر ،  وارتفاع النهار إن لم يكن قد طعم شيئاً ، لقول عائشة رضي الله عنها :  « دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم : ذات يوم ، فقال هل عندكم شيء ؟ . قلنا : لا . قال : فإنِّي صائم » (٣) .

٢- الإمساك : وهو الكف عن المفطرات من  أكل وشربٍ وجماعٍ . 

٣- الزمان : والمراد به النهار ،وهو من طلوع الفجر ألى غروب الشمس فلو صام امْرُؤٌ ليلاً وافطر نهاراً لما صح صومهُ أَبداً لقول الله تعالى :﴿   ثُمَّ أَتمُّوا الصّيِاَم َإِلَى اللَّيْل ﴾  (البقرة: ١٨٧).

 السحور )

والسحور عبادة غفل عنها كثير من الناس ، حيث يكتفون بالعشاء ، ولا يقومون من نومهم لتناول طعام السحور ، فيخسرون بذلك خيراً كثيرا ، فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالسحور وبيّن ما فيه من الخير  والبركة فقال :   « تسحروا فإن في السحور بركة »(متفق عليه ) . وقال النبي صلى الله عليه وسلم :  « السحور أكلُه بركة ، فلا تدعوه ولو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء فإن الله وملائكته يصلّون على المتسحّرين » (رواه أحمد وحسنه الألباني ). ويُسَنُّ تأخير السحور ، مالم يُخش طلوع الفجر ، فقد روى عمرو بن ميمون قال:   « كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أعجل الناس فطراً، وأبطاهم سحوراً » (رواه البيهقي بسند صحيح ). ويبتدي السحور من نصف اليل الاخر وينتهي قبل الفجر بدقائق لقول زيد بن ثابت رضي الله عنه   «تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قام إلى الصلاة فقلت كم كان بين الأذان والسحور قال : قدر ُخمسين آية  » . ومن السنة تأخير السحور إلى الجزء الأخير من اليل لقول الرسول صلى الله عليه وسلم :   « لاتزال أُمتَّي بخير ماعجلوا الفطر وأخروا السحور  »رواه البخاري ومسلم في الصيام ورواه الترمذي .ومن شك في طلوع الفجر له أن يأكل أو يشرب حتى يتيقَّن طلوع الفجر ثم يمسك لقول الله تعالى :  ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ۖ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ  ﴾(البقرة: ١٨٧).وقد قيل لابن عباس -رضي الله عنه - «  إِنِّي أتسحَّرُ فإذا شككت أمسكت ، فقال : له كُل  ما شككت حتى لا تشك  ». رواه البخاري ورواه ومسلم والترمذي. 

 اللهم لك الحمد قد بلغتنا رمضان اللهم بارك لنا فيه وما بعده  اللهم واحفظ صيامنا واجعله شافعاً لنا، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . 

مصادر ومراجع : 

القرآن الكريم .

   

كتب السلف الصالح

البخاري ، مسلم . 

 ومن العصر الحديث فتاوى وكتب الصيام  للشيخ  بن عثيمين ،  ومنشورات وكتب مدار الوطن للنشر .

منهاج المسلم. 

(١)— الكاتب. 

(٢) النسائي (٤/١٩٦)، والدارمي (٢/٧)والدار قطني (٢/١٧٢) 

(٣)– مسلم كتاب الصيام (١٦٩، ١٧٠).