في بيان الكفارة والحكمة منها
في بيان الكفارة والحكمة منها
الحلقة الثانية عشر نفحات من الذكر والبيان في شهر رمضان
إعداد وتقديم/ صالح علي لجوري
==========
أ - الكفََارة:
الكفَّارة مايُكفَّرُ به الذنب المترتب على المخالفة للشَّارع ، فمن خالف الشارع فجامع في نهار رمضان أو أكل أو شرب عامداً وجب عليه أن يُكفَّّرَ عن هذه المخالفة بفعل واحدةٍ من ثلاث : عتق رقبة
مؤمنةٍ أو صيام شهرين متتابعين ، أو إطعام ستِّين مسكيناً لكل مسكين مُداً من بُرًّ ، أو شعيرٍ أو تمرٍ بحسب الاستطاعة ؛ لما روي من حديث الرجل الذي وقع على امرأَته في نهار رمضان ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه قال : «جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : هلكت يا رسول الله ، قال :ما أَهْلكك ؟ قال وقعت على امرأتي في نهار رمضان ،فقال : هل تجد ما تعتق به رقبةً ، قال : لا، قال : فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين ؟ قال : لا ، قال: فهل تجد ماتتطعم ستِّين مسكيناً ؟ قال : لا، ثم جلس ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم بعرق فيه تمر ، فقال : خُذْ تصدَّق بهذا :قال : فهل على أفقر منَّا ، فوالله مابين لابتيها أهل بيت أحوج إليه منَّا ؟(مابين لابتيها : يريد الحرّتين (١) فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه وقال : اذهب فأطعمهُ أهلك »(٢) .
وتعدد الكفارة بتعدد المخالفة فمن جامع في يوم وأكل وشرب في يوم آخر ، فإن عليه كفارتين .
ب- الحكمة في الكفارة :؟
والحكمة في الكفارة هي صون الشَّريعة عن التلاعب بها ، وانتهاك حُرمتها . كما أنها تُطهَّرُ نفس المسلم من آثار ذنب المخالفة التي ارتكبها بلا عذرٍ . ومن هُنا كان ينبغي أن تؤدَّى الكفَّارة على النحو الذي شُرعتْ عليه كِمِّيَّةً وكَيفِيَّةً ، حتى تنجح في أداء مهمتها بإزالة
الذنب ومحو آثاره من على النفس والأصل في الكفارة قول الله تعالى
﴿ إِنَّ الْحَسَنَات ِ يُذْهْبِنَ السَّيِّئَاتِ﴾(هود : ١١٤). وقول الرسول صلى الله عليه وسلم : « اتَّقِ الله حيث ما كنت ، وَأَتبِعْ السيئة الحسنة تمحها ، وخالقْ الناس بِخُلُقٍ حسنٍ »(٣).
والحمد لله رب العالمين .
هامش ومصادر ومراجع:
-منهاج المسلم ، باب الصيام ،
فتاوى ومواعظ وأحكام للشيخ ابوبكر الجزائري .
(١) - الحرّتين والحرّتين أرض تعلوها أو تركبها أحجار سوداء ،وفي بعض الروايات يقع مكانها في المدينة.
(٢)-رواه البخاري (٢١٠/٣).ورواه مسلم في الصيام (٨١).
(٣)- رواه الترمذي (١٩٨٧)وحسَّنه .
تعليقات
إرسال تعليق