إلى طلبة العلم الشرعي والدعاة إلى سبيل الله:



إلى طلبة العلم الشرعي والدعاة إلى سبيل الله:

من اهم مايتميز به الداعيه إلى سبيل ربه وطالب العلم الشرعي هو الصبر على كل ما يصادفه في الطريق التي يسلكها وأن يحتسب كل شىء لله في صبرة وتواضعه وتسامحه فقد يصادف في طريقه الكثير والكثير من المصاعب في بدايه الطريق وقد تصل إلى حد الأذى واللمز أو الاستهزاء والتعليقات حتى من أقرب الناس إليه وأحيانا ينسب إليه أهل البدع والظلال أشياء وأفعال وأقوال  لم يكن فعلها أو قالها . ففي مثل هذه الحالات . يجب على الإنسان الداعيه أو طالب العلم أن يعلم كل العلم أنه عامل مع الله وفي سبيل الله ولا يلتفت  إلى غير ذلك بل يجعل إيمانه أقوى بأن الله هو من يسيير الأمور وهو المكتفل بحمايه ورعايه أوليائه والعاملين على طاعته والدعائين إلى سبيله ولا تستغرب أخي أختي من أي عوائق  إذا صادفتك فقد أُوذي من قبلك وأُستُهزأ بالرسل عليهم السلام . وأُوذّي نبينا خاتم الأنبياء والمرسلين محمد عليه أفضل الصلوات والتسليم . وتعرض  للأذى الشديد إلى حد المحاولات الفاشلة لإغتياله فكيف بحالنا نحن في هذا العصر الذي كثرت فيه الفتن والمحن والعياذ بالله  فلا تيأس أيها الداعي إلى سبيل ربك أن الله معك عليك بالإكثار من الدعاء والاستغفار إلى الله بإن يتقبل منك الدعوة  والأعمال الصالحة .فهو القادر أن يجعل العُسر يسرا وهو القائل تعالى { إن مع العسر يسرا}وقوله جل وعلا { ومن يتق الله يجعل لهُ مخرجا ...} فكن مع الله مخلص النِّيَّةُ يكون الله مع في كل خطواتك . وكن على يقين أن باب الدعوة إلى الله هو من أعظم أبواب الخير وطريق معبّده  برضوان الله وتوفيقه (١).
وتذكروا قول الله تعالى 
 {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125) وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ (126) وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (127) إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} (128) [سورة النحل : 125: 128]

يقول الإمام ابن كثير  يقول تعالى آمرًا رسوله محمدًا  أن يدعو الخلق إلى الله [ بِالْحِكْمَةِ ] قال ابن جرير: وهو ما أنزله عليه (3) من الكتاب والسنة [ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ] أي: بما فيه من الزواجر والوقائع بالناس ذكرهم (4) بها، ليحذروا بأس الله تعالى. وقوله: [ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ] أي: من احتاج منهم إلى مناظرة وجدال، فليكن بالوجه الحسن برفق ولين وحسن خطاب، كما قال: [ وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ] [العنكبوت : 46] فأمره تعالى بلين الجانب، كما أمر موسى وهارون، ، حين بعثهما إلى فرعون فقال: [ فَقُولا لَهُ قَوْلا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ] [طه : 44] .
وقوله: [ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ] أي: قدم علم الشقي منهم والسعيد، وكتب ذلك عنده وفرغ منه، فادعهم إلى الله، ولا تذهب نفسك على من ضل منهم (5) حسرات، فإنه ليس عليك هداهم إنما أنت نذير، عليك البلاغ، وعلينا الحساب، [ إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ ] [القصص : 56]، (6) و [ لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ ] [البقرة : 272] .
تفسير ابن كثير : 4/612. 
وقال العلامة السعدي : في قوله تعالى : [ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ] .أي: ليكن دعاؤك للخلق مسلمهم وكافرهم إلى سبيل ربك المستقيم المشتمل على العلم النافع والعمل الصالح [ بِالْحِكْمَةِ ] أي: كل أحد على حسب حاله وفهمه وقوله وانقياده.
ومن الحكمة الدعوة بالعلم لا بالجهل والبداءة بالأهم فالأهم، وبالأقرب إلى الأذهان والفهم، وبما يكون قبوله أتم، وبالرفق واللين، فإن انقاد بالحكمة، وإلا فينتقل معه بالدعوة بالموعظة الحسنة، وهو الأمر والنهي المقرون بالترغيب والترهيب.
إما بما تشتمل عليه الأوامر من المصالح وتعدادها، والنواهي من المضار وتعدادها، وإما بذكر إكرام من قام بدين الله وإهانة من لم يقم به.
وإما بذكر ما أعد الله للطائعين من الثواب العاجل والآجل وما أعد للعاصين من العقاب العاجل والآجل، فإن كان [المدعو] يرى أن ما هو عليه حق. أو كان داعيه إلى الباطل، فيجادل بالتي هي أحسن، وهي الطرق التي تكون أدعى لاستجابته عقلا ونقلا... 
تفسير السعدي :[ 1/ 453](٢) .
(١)- صالح لجوري ابوالخطاب.
(٢)- ملتقى أهل التفسير.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المعذرة.. لم أعلم أنهم أصحاب سوابق!!

أسر فقدت عائلها .. وقصف طال المنازل والمدارس والأسواق العامة في يافع

تواصل التحضيرات لتكريم الشاعر القمع في مدينة بني بكر بيافع