تحذير : المعاصي تزيل النعم
المعاصي تزيل النعم :
ثق كل الثقة بالله و اعلم أن الذي كتبه لك لن يأخذه أحداً غيرك ، فإذا أنعم الله عليك بالمال والصحة ومتطلبات الحياة سواءً كان ذلك بجهد منك أو بدون جهد
فكن حامداً شاكراً لله
ولا تسرف في ما أعطاك الله واحذر كل الحذر أن تسخر مالك وصحتك ووقتك فيما يغضب الله فإن المعاصي تزيل النعم ، حتى وأن بقي المال والصحة والكثير من
الأشياء في حوزتك أو بيدك فإنك لن تستطيع أن تفعل شيء ينفعك إلا متى شاء الله لأن الإمكانيات التي تكون في حوزة الجاحد الناكر للنعم الربانية بارتكاب المعاصي وإشاعة الفحش بالقول أو الفعل لايمكنه الانتفاع بما لديه مهما تزين له وسيتحول كل مالديه إلى فتنه يفتتن بها والعياذ بالله
إلا من رحم الله وانقذه من الهلاك وأراد وقدر له الخير بمشيئته . نسأل الله أن يجنبنا وإياكم الفتن في المحيا والممات اللهم آمين.
كتبه الراجي عفو ربه / صالح لجوري ابو الخطاب . ١٢محرم١٤٣٦هــ.
وهذا ابن القيم رحمه الله :
يوجز معرفة النعم من الفتن
أو كيف يعرف الإنسان أن كان مالديه نعمة وبركة النعمة وخيرها عليه وحسن الانتفاع بها . وكيف يعرف أن مالديه من إمكانات ومال وعمر وصحة هي فتنه يفتتن بها العبد وشراً مستطيرعليه.
نسأل الله السلامة .
(هذا القول :
[ سئل ابن القيم رحمه الله إذا أنعم الله على الإنسان بنعمة كيف يعرف إن كانت فتنة أم نعمة؟ فقال إذا قربته إلى الله فهي نعمة وإذا أبعدته عن الله فهي فتنه] .
وإليكم خاتمة هذه الرسالة من كتاب :
(الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي) للإمام ابن القيم رحمه الله .
((حيث يقول :
ومِنْ عُقُوبَاتِ الذُّنُوبِ: أَنَّهَا تُزِيلُ النِّعَمَ، وَتُحِلُّ النِّقَمَ، الْمَعَاصِي فَمَا زَالَتْ عَنِ الْعَبْدِ نِعْمَةٌ إِلَّا بِذَنْبٍ، وَلَا حَلَّتْ بِهِ نِقْمَةٌ إِلَّا بِذَنْبٍ، كَمَا قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: مَا نَزَلْ بَلَاءٌ إِلَّا بِذَنْبٍ، وَلَا رُفِعَ إِلَّا بِتَوْبَةٍ.
وَقَدْ قَالَالله تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [سُورَةُ الشُّورَى: 30].
وَقَالَتعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [سُورَةُ الْأَنْفَالِ: 53].
فَأَخْبَرَ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّهُ لَا يُغَيِّرُ نِعَمَهُ الَّتِي أَنْعَمَ بِهَا عَلَى أَحَدٍ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الَّذِي يُغَيِّرُ مَا بِنَفْسِهِ، فَيُغَيِّرُ طَاعَةَ اللَّهِ بِمَعْصِيَتِهِ، وَشُكْرَهُ بِكُفْرِهِ، وَأَسْبَابَ رِضَاهُ بِأَسْبَابِ سُخْطِهِ، فَإِذَا غَيَّرَ غَيَّرَ عَلَيْهِ، جَزَاءً وِفَاقًا، وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ.
فَإِنْ غَيَّرَ الْمَعْصِيَةَ بِالطَّاعَةِ، غَيَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْعُقُوبَةَ بِالْعَافِيَةِ، وَالذُّلَّ بِالْعِزِّ.
وَقَالَ الله تبارك وتعالى : {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ} [سُورَةُ الرَّعْدِ: 11].
وَفِي بَعْضِ الْآثَارِ الْإِلَهِيَّةِ، عَنِ الرَّبِّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ: «وَعِزَّتِي وَجَلَالِي، لَا يَكُونُ عَبْدٌ مِنْ عَبِيدِي عَلَى مَا أُحِبُّ، ثُمَّ يَنْتَقِلُ عَنْهُ إِلَى مَا أَكْرَهُ، إِلَّا انْتَقَلْتُ لَهُ مِمَّا يُحِبُّ إِلَى مَا يَكْرَهُ، وَلَا يَكُونُ عَبْدٌ مِنْ عَبِيدِي عَلَى مَا أَكْرَهُ، فَيَنْتَقِلُ عَنْهُ إِلَى مَا أُحِبُّ، إِلَّا انْتَقَلْتُ لَهُ مِمَّا يَكْرَهُ إِلَى مَا يُحِبُّ».
وَقَدْ أَحْسَنَ الْقَائِلُ:
إِذَا كُنْتَ فِي نِعْمَةٍ فَارْعَهَا ** فَإِنَّ الذُّنُوبَ تُزِيلُ النِّعَمْ
وَحُطْهَا بِطَاعَةِ رَبِّ الْعِبَا د** فَرَبُّ الْعِبَادِ سَرِيعُ النِّقَمْ
وَإِيَّاكَ وَالظُّلْمَ مَهْمَا اسْتَطَعْت ** فَظُلْمُ الْعِبَادِ شَدِيدُ الْوَخَمْ
وَسَافِرْ بِقَلْبِكَ بَيْنَ الْوَرَى ** لِتَبْصُرَ آثَارَ مَنْ قَدْ ظَلَمْ
فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ بَعْدَهُمْ ** شُهُودٌ عَلَيْهِمْ وَلَا تَتَّهِمْ
وَمَا كَانَ شَيْءٌ عَلَيْهِمْ أَضَرَّ ** مِنَ الظُّلْمِ وَهُوَ الَّذِي قَدْ قَصَمْ
فَكَمْ تَرَكُوا مِنْ جِنَانٍ وَمِنْ ** قُصُورٍ وَأُخْرَى عَلَيْهِمْ أُطُمْ
صَلَوْا بِالْجَحِيمِ وَفَاتَ النَّعِيمُ** وَكَانَ الَّذِي نَالَهُمْ كَالْحُلُمْ.)).
اللهم لك الحمد والشكر الذي يرضيك وملء ماشئت يارب على فضلك ونعمك التي لا تحصى ولاتعد ولا يحصيها ولا يعدها إلا أنت سبحانك اللهم بحمدك .
.
تعليقات
إرسال تعليق