_عندما يبكي القلب _____________________________بقلم صالح لجوري ________________________
وهل للقلب دموع ؟! هكذا كان رد من سمع مني هذه العبارة _قلت نعم يبكي القلب ربما غير الدموع التي نعرفها تذرفها العيون ، لقد رأيت هذه الدموع وأحسست بها وكادت أن تفقدني السيطرة على جهازي العصبي والخروج عن وضعي الطبيعي عندما رأيت طفلة لايتجاوز عمرهاالسادسة من العمر وهي تذرف دموع لم أراها قط في حياتي . كانت الطفلة في صالة للانتظار في أحد المستشفيات بصنعاء مع اقرباءها تنتظر خروج والدتها من غرفة العمليات التي دخلتها لإجراء عملية كيس دهني في بطنها لا أعرف هذه الطفلة ولا أعرف أهلها إلا أن صالة انتظار المرضى قريبة من غرفة العمليات هي من جمعت بيننا فبينما كنت مرافقا مع أحدى قريباتي لفت نظري دموع تلك الطفله البريئه يالها من دموع لم يفصل بيني وبينها وأهلها سوا متر ونحوه كانت تنظر إلى من حولها بأستغراب دون يعيرها المحيطين بها أي اهتمام سوا فتاه في عقدها الثاني كانت تقول لها لاتبكي أمك بخير ،الطفله صامتة لاتصيح لاتتكلم كانت دموعها التي تشبة بلورات البريل المائي الزمردي هي من تتكلم لغه لاتدركها مسامع البشر لكن هناك قلوب تدرك هذه اللغه البريئه التي ليس لها قواعد محدده وهذه الدموع تختلف تماما عن الدموع التي وصفها الشاعر يزيد بن معاوية : ( وأمطرت لؤلؤا من نرجسا وسقت ،وردا وعضت على العناب في البردي ) .إلا أنها تتفق في وصف شكلها ومدرارها وفي التشبية البلاغي لتلك اللغة الصامتة . حاولت أن أخفف من روع الطفله الجميلة جمال تبارك الله ياسبحان من أبدع في تصويرها سألتها من أسمك قالت :أشواق .قلت لماذا تبكي ؟ لم تجب أستأذنت من حولها أن آخذها معي قليلا فتجاوبوا معي أخذتها في يدها في الصاله لأريها بعض صور في الجوال لم تنظر إلى الجوال كانت تنظر إلى وجهي تارة وتارة آخرى إلى باب غرفة العمليات ودموعها تزداد غزارة كنت حينها احس أن الكرة الأرضية انطبقت فوق صدري ودموعي تتماور دون تصب من عيناي تمنيت أن تخرج الدموع ليرتاح قلبي إلا اننا شعرت بهذا القلب هو من يبكي بكاءا حارقا حتى شعر من حولي اننافي حاله يرثى لها .ماذا حدث توقفت الطفله عن البكى وأرتمت في حضني تقول لي فين الجوال اللي كان معك فرحت فرح كبير انها نطقت حتى استغرب من حولها قلت لماذا تبكي ياحبيبتي قالت وأنت تبكي ؟ أمك داخل ؟ تقصد في العمليات قلت نعم أمي داخل شوفي كيف أنا لا أبكي قالت: أنت كذاب، تروح تبكي هناك !! - أي بعيد عن عيون الآس - وترجع أنا شفتك، آه ياهذه البنت من فين جئتي قالت جئت من البيت بعيدبعيدبعيد. (من تعز )طلبت مني قريبتي أن نغادر المستشفى بعد أن أخذت نتيجة الفحوصات فطلبت منها أن تتمهل قليلا حتى تخرج أم الطفله فتبسمت الطفله إلا أنها اجهشت في بالبكى مره اخرى وماهي إلا لحظات وخرجت ام اشواق مغميا عليها من التخدير أو شبة أغما وكادت أن تطير إلى فوق والدتهالولى تدخل قريبتها لمنعها بعنف . غادرت المستشفى ولم انسى ذلك المشهد الذي ابكى فؤادي بتمتمات لغه الدموع البريئة فلربما لاتدمع العيون ولاكنها تبكي القلوب احيانا بكى لاتدركة العيون ولا المسامع .(الصورة تعبيرية )(بمناسبة الدموع لقد صارت الدموع فاتحة تعارف وصداقه ود واحترام بين الأسرتين إلى الآن
تعليقات
إرسال تعليق