أطراف يافع الشرقية ومسمياتها التاريخية

 اطراف يافع الشرقية ومسمياتها التاريخية

____________________

بقلم / حسين عوض غرامه الفردي

مرت منطقة اطراف يافع الشرقية التي تعرف حاليا باسم الحد بالعديد من المراحل والمنعطفات والمتغيرات التاريخية وحملت عدة مسميات وتغيرت خارطتها السكانية عدة مرات بسب كونها (بوابة يافع) باتجاه المناطق والمدن التي نشأت فيها دول التاريخ اليمني  اذ كانت هذه المنطقة منطقة صراعات وساحة صدامات على مر التاريخ وسنتطرق هنا الى موضوع المسميات التي سميت بها هذه المنطقة في كل مراحل التاريخ

١__ في مراحل التاريخ الوسيط والحديث والمعاصر

تسمية الحد...... ترجع الى التاريخ الحديث اي إلى بداية عهد سلطنة ال هرهره الذين اطلقوها على هذه المنطقة بعد قيام سلطنتهم في مطلع القرن الثاني عشر الهجري الثامن عشر الميلادي وكانت هذه التسمية عند اطلاقها محصورة على مناطق الاطراف الشرقية المحاذية لمناطق ال حميقان من م البيضاء وبالذات المناطق التي انتشرفيها افراد اسرة ال الشيخ علي هرهره وهي / حلين/ ريشان/ حصاحص/مسوره/اي التي بنوا فيها حصونهم الطارفة المنسوبة الى سلطنتهم واهمها دار حلين مقر تلك السلطنة في جنوب شرق هذه المنطقة والدار المشتل الواقع في المرتفع الفاصل بين حصاحص وصبر في شمال شرقها 

والإشارة في مسمى الحد (مفرد حدود) بلهجة يافع الى اطراف يافع الشرقية.........

ولم يكن يطلق هذ المسمى على مناطق جنوب وغرب وادي دان وصناع.....

اذ كان اهالي بني بكر وخلاقة  والفرده والشرف وريو يطلقون مسمى الحد على مناطق شرق وادي دان وصناع

وفي التاريخ المعاصر اطلق اسم (الحد) على اطراف يافع الشرقية كاملة اي على المناطق الواقعة شمال وشرق وشمال غرب جبل العر كوحدة ادارية حديثة عرفت باسم ( مركز الحد) سابقا و(مديرية الحد) حاليا 

وقبل سلطنة ال هرهره كانت اطراف يافع الشرقية كاملة في عهد نفوذ القاسميين وعهد سيطرة الاتراك وعهد حكم الطاهريين وبني رسول تعرف باسم (ناحية الخلقة ) و(بلاد الخلقة) كما ورد في مصادر ومراجع ومخطوطات تاريخ اليمن التي تحدثت بكل وضوح عن سلطات ونفوذ وسيطرة تلك الدول عليها 

وقبل العهد الرسولي كانت اطراف يافع هذه تعرف باسم  ارض حمير ومنطقة ما بين السروين كما ورد في بعض المصادر الاخبارية التي تحدثت عن اخبار تلك المرحلة التاريخية 

وفي عصور الاسلام الاولى نسب ابو الحسن الهمداني في صفة جزيرة العرب منطقة اطراف يافع الشرقية إلى ( رها مذحج) التي كانت مدينتها عامرة على ارضها في وادي دان آنذاك واستمر وجودها فيها الى نهاية القرن التاسع الهجري الخامس عشر الميلادي ولقد أشار الهمداني الى رها مذحج عند نزوله من العر و قبل وصوله اليهابانها مستوطنة في هذه المنطقة التي وصفها بانها (وطن من اوطان ذي رعين وفيها سوقهم وقصورهم وقبورهم ) ...والى اخر ما قال...........

٢ __ في مراحل التاريخ القديم 

وفي اقدم عصور التاريخ المكتوب نحتا على الصخور كان الجزء الشرقي من  منطقة اطراف يافع هذه موطنا لقبيلة اوسان وكان الجزء الغربي منها موطنا لفرع قبيلة الدوس اليافعية حسب نصوص نقش صرواح الذي يعد من اقدم الوثائق التاريخية المنحوتة على الصخر في اليمن والتي وصفت هجوم كرب ال وتر على مناطق اوسان ومنها (السر وحمرن) (سرم وحمدن) حسب لهجة سبا وهي (امسر وحمره) في الشمال الشرقي من منطقتنا هذه وتخريبه لقصر (مسورة) بيت الملك مرتوم الذي يقع بجوار امسر من جهة الشرق في موقع قرية مسوره. حاليا       ثم امتد ذلك الهجوم ليشمل (دهسم _دهس) في غرب وجنوب  هذه المنطقة و(دهس) المذكورة في تلك النصوص القديمة المنقوشة على صخرة صرواح بلهجة سبأ تسمى بلهجتها الجنوبية (دوسم _ دوس) اليافعية في غرب هذه المنطقة حسب نقوشها ونجد اللفظين باللغة في معنى واحد (وطئ القدم) وما الاختلاف الا اللهجات القديمة

وفي المراحل الاولى من تاريخ الحميريين كانت اطراف يافع هذه تنقسم إلى وحدتين اداريتين احداهما في الشمال الشرقي منها عرفت باسم (شعب ردمان ذي خولان) وكانت حسب نصوص نقوشها تمجد اله قتبان (عم) والاخرى في غرب هذه المنطقة وتمتد في يافع العليا إلى مشئله عرفت باسم (شعب بن سفرم) وتتبع اقليم ذي ريدان الحميري حسب نقوشها التي ذكرت اسماء ملوك حميريين 

وفي المراحل المتأخرة المتأخرة من عهود حمير التي بدأت في عهد الملك شمر يهرعش الذي الغى نظام الحكم المحلي السالف ذكره الذي نشأ مع قيام الدولة الحميرية إذ قام ذلك الملك بتقسيم المجتمع اليمني إلى قسمين هما ..........

١__ الحضر.............

٢__ الاعراب ...(الريف)

فجاء ترتيب قبائل يافع وكل إقليم ذي ريدان في اطار (الاعراب) فسقط عنهم النظام الاداري الحضري اي نظام الوحدات الأدارية التي كانت تعرف بالشعوب وثم تكتيل قبائل سرو حمير في ثلاث كتل قبلية نسبت إلى اصولها المناطقية وهي كما يلي ...

١__ كتلة القبائل السروية وتظم 

الدوس/ الازد/ مذحج/ ذي اصبح.....

وقد عرفت هذه الكتلة في عهد التبابعة فيما بعد باسم (ذي رعين)

٢__ كتلة قبائل الساحل الجنوبي المطل على باب المندب التي دخلت في حمير في عهد شمر يهرعش وتظم

لجعود/ لبقور / لحبوش/ لعبوس/ لغموش / وفروع هذ القبائل اللاحقة مثل القطيبةو القبيطة وغيرهم في ردفان وبقية مناطق سرو حمير

وقد عرفت هذه الكتلة بإسمها القديم (المعافر) وهم (لجعود)

٣__ كتلة القبائل السبأوية في حمير واكبرها فروع همدان وهي 

اليحويين / ال مفلح/ ال البشيري/ ال عكيم / وال مسللم / والمساحر بالاضافة الى فروع قبائل سبأوية اخرى مثل كهلان وبني مطر وقد عرفت هذ الكتلة القبلية باسم (همدان حمير)   

ووضع لقيادة الكتل القبلية الحميرية الثلاث في سرو حمير قيل واحد بدلا من اقيل الشعوب العديدين واوكلت تلك المهمة القيادية لعشيرة ذي الكلاع الدوسية اليافعية اتي بقيت على قيادة ذي رعين والمعافر وهمدان إلى ظهور الاسلام 

ففي العام التاسع للهجرة النبوية على صاحبها افضل الصلاة والسلام اعلن القيل المؤمن بالله الذي كان قبل الاسلام من اهل الكتاب (النعمان ذي الكلاع) قيل ذي رعين والمعافر وهمدان الذي كان مقره هنا في اطراف يافع الشرقية وتحديدا في قلعة درعه بجوار سوق درعه الحميري اعلن اشهار الاسلام وقتال المشركين على ارضه وبين صفوف قبائله وكلف كبير تجار قلعة رها مذحج التي اشتهر اهلها بمزاولة التجارية المتخصص بالسفر والرحلات التجارية والخبير باصقاع الجزيرة العربية(مالك بن مرة الرهوي) رضي الله عنه بالتوجه الى يثرب ( المدينة المنوره) حاملا بلاغ القيل النعمان واخوته اقيال حمير الاخرين بدخولهم في الاسلام وإبلغ الرسول بان  النعمان قيل ذي رعين والمعافر وهمدان دخل في الاسلام من اول حمير وقاتل المشركين